مدونة الجود مدونة الجود

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة زوجة

 قصة و عبرة 






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من_أجمل_ماقرأت 
تروي هذه الفتاة وتقول: لقد  تقدّم أحدُهم إلى  خطبتي وكان لديه شرط، شرطه الوحيد للزواج هو الإعتناء بوالدته ،،ولقد أخبرني أيضا بأنه لن يطلب مني أكثر من ذلك فقط أُراعي أمه وقت غيابه عن الببت... فأُمه طريحة الفراش منذ ما يقارب عشرة أعوام ،، فبعد وفاة والده لم يبق له سواها من الحياة ،، 
فقط هذا شرطي الإعتناء بأمي....  أعرف بأنكِ لستٍ مُكّلفة برعايتها أو خدمتها ولا بشؤونها ولكن إذا وافقتي فستعملين ذلك من باب إنسانيتك وطاعةً لي.. هكذا أخبرني... 
كانت أمه قد  تعرضت لحادث سير مُرعب فقدت معه التحكم في جسمها بالكامل وشُلت أطرافها ،، وكان هو الوحيد  القائم برعايتها ، ولكن نظراً لدراسته وعمله هناك أوقات يغيب عنها وهي بحاجه إلي أدويه وإهتمام وعناية...  فكّرت كثيراً وتحيّرت أكثر ،وقلت في نفسي هذا كأنه بحاجة إلى خادمة وليس زوجة... 
ذهبت وتكلّمت مع والدي الذي خفف من ضجيج تفكيري وقال لي : اسمعي يا  ابنتي هذا مستقبلك وليس لي حق التأثير عليكِ ولكن طالما لجأتي لي وسألتيني رأيي فأنا أؤمن جيداً بأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،، وشخص كهذا حريص على والدته تأكدي تماما فلن يُضيعك معه ولن يظلمك حقك... إن أحبك أكرمك ، وإن كرهك لن يظلمك ،، فإذا كنتِ ستُراعي أمه ليس بشكل يُرضيه ولكن ستضعيها في مقام أمك فاقبلي ابنتي ،، وإذا كان الشيطان سيجد بابه إلى قلبك فيحملك على ظُلمها فقولك... لا..... أسلم لكِ..
بعد تفكير طوبل  تزّوجنا فعلاً ،، وفي أول ليله لي معه أخذني إلى غُرفتها ،، صُعقت من منظر الغرفه كانت كقطعه من الجنه ،، ألوانها ،، ترتيبها ،، وسائل التدفئه فيها ،، مُختلفه تماماً عن باقي البيت ،، تركني واقترب هو من سريرها كانت نائمه أخذ يهز كتفها برفق قائلاً : ماما ،، أنظري لقد أحضرت هديتي لكِ ،، هذه زوجتي آلا تريدي رؤيتها!!! 
فتحت عينيها برفق ونظرت له بابتسامه ودعه ثم حوّلت نظرها عليّ ،، لا أستطيع وصف تلك اللحظه ،، لقد كانت تلك عيونها مليئه بألم وثغرها مبتسم بحُزن ،، كان وجهها كالقمر في ليلة تمامه ،، هادئ جداً لإمرأه في السبعين من عمرها...  
قالت لي : مُبارك عليكِ يا بُنيتي زفافك ،، وأدعو الله أن يهدي لكِ صغيري هذا ،، وأن يرزُقك ولداً باراً مثله ،، وآلا تكوني ثقيله عليه مثلي ،، ثم ذرفت عينيها دموعاً أشبه بفيضان نهر سُمح له بالجريان..  سارع هو لمسح دموعها بكم بذلته وقال : ماما هذا الكلام يُغضبني وأنتِ تعلمين ذلك ،، أرجوكي ماما لا تُعيدها ،، واقتربت أنا منها وقبّلت يدها ورأسها وقلت لها : أمين..  ماما...  
مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه  تزيد يوماً بعد يوم ،، كان هو من يُغير لها الحفّاظ ،، وكان يُحممها في مكانها بفرشاة الإستحمام...  وكان يُبلل لها شعرها ،، ويُسرحه لها وعندما تألمت من المشط أحضر لها مشط غريب كان من الورق المقوى ناعم من أجل فروة رأسها ،، كان قد رآه في أحد الإعلانات التجاريه.... أحضره لها ،، سُرّت جداً بذلك المشط ،، كان يُضّفر لها شعرها في جديلتين صغيرتين ،، كانت تخجل عندما يفعل لها ذلك وتبتسم بحياء وهي تقول : لست صغيره على هذا أيها الولد ،، فلتُنهي ذلك ،،، كان يرد : عندما يُعجب أحدهم بكِ  فستشكُريني ..عندها تغرق في ضحكٍ عميق كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسه من عمره....  حقاً كان يُحبها كثيرا....  وجداً.... 
لا أعرف ماذا كان يقصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها ،، وهو  يفعل ويقوم بكل شئ.... أخبرني بأن وقت خروجه وعمله يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيده.... 
كنت أستغرب كيف يجد وقت لكل ذلك ،،، فقط كنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها....لا غير نعم، هذا كان كل دوري... 
أحببت علاقته بها جداً ، كان مُتعلق بها وهي أكثر ،، كان يستيقظ في الليل على الأقل ثلاث مرات لينقلها من جانب لآخر حتي لا تُصاب بقُرح الفراش وليطمئن عليها....
كان مع كل مُناسبه يُحضر لها ملابس جديده ،، ويُشعرها بجو تلك المناسبه بمساعدة التكنولوجيا...   
وفي أحد المرات كان قد نسي إحضار حفاظاً لها ،، وعندما استيقظ ليلاً للإطمئنان عليها شم رائحة قذاره فعرف أنها قد أطلقتها على نفسها ،، كانت تبكي جداً وبشدة وهي تقول أنا آسفه حدث ذلك رغماً عني... كان مُنهمكاً في تنظيفها وهي تبكي وتقول : أنت لا تستحق مني ذلك.. هذا ليس جزاءً لائقاً بك ،، أدعو الله أن يُعجّل بما بقي لي من أيام... 
أخبرها قائلاً : أفعل ذلك أمي بنفس درجة الرضا التي كنتِ تفعليها بها في صغري ،، وبكيتُ أنا ،، هذا الرجل فعلاً أنه رزق....
أنجبت منه ولد ،،  تمنيت أن يكون مثله في كل شئ ،، فحملته وذهبت به عند جدته ووضعته في حضنها وقلت لها : أريده مثل ابنك...  فابتسمت وقالت : صغيري هذا رزق لي ،، والرزق بيد الله عزيزتي ،، فادعي الله أن يُربيه لكِ... 
كانت حياته كُلها بركه وخير ، لم يتذمر منها قط لا أمامي ولا أمام غيري....  كانت رائحته تفوح بالبر بأمه حتي ظننتُ أنها تكفي جميع العاقين...... 
هذا الابن البار : انه الدكتور محمد راتب النابلسي
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الأخيار
نحنُ لا نقص القصص لينام الأطفال بل ليستيقظ الرجال ..
لقد أوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم  «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا» صدق الله العلي العظيم(الإسراء: 23، 24).
وهناك أحاديث كثيرة تحث على البر بالوالدين ومنها:
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قال رجل: يا رسول الله، إن لي أما وأبا، وأخا وأختا، وعما وعمة، وخالا وخالة، فأيهم أولى إلي بصلتي؟» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك».
وحديث آخر يقول عن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب».
وحديث آخر يقول عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رضى الرب، في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد»، وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي وجه الله والدار الآخرة» فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل من والديك أحد حي؟"، قال: نعم، بل كلاهما ولقد تركتهما يبكيان، قال: "فتبتغي الأجر من الله؟"، قال: نعم، قال: "فارجع إلى والديك ففيهما فجاهد أحسن صحبتهما، وأضحكهما كما أبكيتهما وأبى أن يبايعه».

عن الكاتب

Jood مدونة الجود تهتم بتطوير الذات لدى المجتمع العربي، والتعليم، والطبخ، محفزات الفرد للتغلب على المصاعب، والقصص.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الجود